تعرض قاعة مزادات “سوثبى” فى لندن خلال الفترة الحالية نحو 225 قطعة، ويأتى ذلك فى إطار مزاد الفنون الإسلامية الذى يقام بقاعة المزاد الشهيرة مرتين كل عام. وتتضمن المعروضات مجموعة من الأعمال التى تمت فى حقبة الدولة الاسلامية تمتد خلال 1500 عام، وعلى رأس المعروضات فى مزادها لفنون العالم الإسلامى تعرض دار سوذبى خرائط التوسعة الأولى للحرم النبوى للمعمارى فهمى مؤمن بيه، وهى مجموعة ضخمة من الخرائط والرسومات المعمارية، إضافة إلى أكثر من مائتى صورة فوتوغرافية، الأرشيف أعلنت الدار عن بيعه العام الماضي، ولكنه عاد ليعرض فى المزاد العام هذا الموسم.
وقال “بنديكت كارتر” مدير قسم الفن الاسلامى ومبيعات المزادات فى سوثبى، “إن الأرشيف يضم 52 رسماً بعضها يحمل توقيع كبير المهندسين فهمى مؤمن باي، إضافة إلى أكثر من 200 صورة” وفقاً لوكالة رويترز.
وأضاف كارتر “إن الأرشيف يطرح فى مزاد لأول مرة، بعد أن أتاحته أسرة المعمارى لقاعة “سوثبي”، لافتاً إلى أن أسرة مؤمن تأمل فى أن تجلب الرسومات ما بين 758900 دولار ومليون و62460 دولاراً، مشيراً إلى أن الرسوم التى يرجع تاريخها للفترة من 1951 إلى 1955 تقدم توضيحاً مفصلاً لأماكن البوابات والأعمدة وتصميمات المصابيح فى المسجد النبوى”.
ومن أبرز المعروضات، قميص من القطن يعود لمقتن أمريكى وهو من القطع الفريدة والنادرة فى المزاد ويقدر أن تباع بما بين 60 الف و80 الف جنيه إسترلينى، وباب خشبى ضخم يحمل توقيع حسن بن جمال أحمد ويعود تاريخة إلى 1317 يتميز بالكتابات العربية المحفوفة بشريط من الأشكال الهندسية ويقدر بما بين 400 الف و600 الف جنيه إسترلينى.
وأوضح على أحمد، إن الإدارة تخاطب جميع القطاعات كإجراء احترازى لبحث هوية باقى القطع والتأكد من وجود سجلات بها، حيث أنه لا يوجد أى بلاغات فى قائمة المفقودات الخاصة بالإدارة المستردة أى من هذه القطع الـ17 سوى قطعة رقم “240”، وقد تم توثيق هذه المخطوطة فى كتاب الدكتور محمد محمد أمين تحت عنوان “فهرست وثائق القاهرة حتى نهاية عصر سلاطين المماليك” كلية الأداب جامعة القاهرة، وأضاف أنه تم مخاطبة وزارة الخارجية وموافاتها بتلك البيانات لسرعة التحفظ على تلك الوقفية وجميع القطع الأثرية المصرية المعروضة بالمزاد.
وأضاف على أحمد، أن الـ17 قطعة تضم وثائق ومخطوطات وبعض القطع المملوكية، ولذلك تم مخاطبة وزارة الأوقاف والأزهر لبحث إذا ما كان تلك القطع مسجله لديهم من عدمه، مضيفاً أن الوزارة إتخذت كافة الإجراءات القانونية اللازمة لوقف بيع القطعة رقم 240 وأى قطعة تثبت خروجها من مصر.
ولفت أن الإدارة العامة للآثار المستردة بالوزارة تعمل دائماً على متابعة كافة صالات المزادات المعنية ببيع القطع الأثرية المصرية، وكذلك المواقع الإلكترونية المعروفة بالإتجار فى الآثار ورصد ما يتم عرضه للبيع من خلالها لمخاطبة الجهات المعنية لوقف عمليات البيع.
كما يتضمن المزاد إسطرلاب نحاسى من أصفهان يعود إلى 1674 ويحمل توقيع محمود خليل بن حسن ويقدر بما بين 150 الف و250 الف جنيه إسترلينى، إضافة إلى ذلك يضم المزاد مصحفاً ضخماً من العصر المملوكى يعود تاريخة إلى القرن الرابع عشر، ويعرف أن إنتاج مصاحف كبيرة الحجم منتشراً بين سلاطين المماليك والوزراء فى القرنين الرابع عشر والخامس عشر.
كما تتضمن المعروضات أيضاً مجموعة من المخطوطات الإسلامية التى يعود أكثريتها للدولة العثمانية بتركيا ومصر، والعهد المملوكى بمصر، مثل كتاب السر المكنون لأبو جابر الحيان والذى يرجع للنصف الاول من القرن الثالث عشر، ومخطوطة مزخرفة تركية من العهد العثمانى ترجع لمنتصف القرن الخامس تحتوى على الشهادتين بالخط الكوفى و آية الكرسى، وصفحات من قصيدة البردة من بلاد فارس، بالإضافة لكتاب الإشارات والتنبيهات لإبن سينا من العراق، وكثير من النسخ القرآنية التى ترجع للعهدين العثمانى والمملوكى.